ثم إن مولانا الشريف طلع إلى المعلاة لزيارته ، وكان نازلا بالسردارية هناك ، فقابله أيضا الباشا بما هو أهله من اللطافة ، وألبسه فروا وأركبه فرسا (١) من خلص خيله ، وأعطاه خمسة أعبد ، وغير ذلك.
فاستمر عنده إلى أن غربت الشمس فنزل إلى داره.
ولم نزل نسمع بورود خبر مولانا الشريف سعد بن زيد ، والوزير عثمان حميدان في الاحتفال للقائه ، إلى أن ورد شهر ذي الحجة ، فدخل مكة ليلة ست من ذي الحجة ، وطاف وسعى ورجع إلى الزاهر (٢) ، فخرج إليه بعض وجوه الناس للسلام عليه ، وخرج إليه ذووا المنوفي ، فكلموه في الشيخ سعيد المنوفي ، وقصوا عليه قصته مع السقطي ، وسألوا منه إطلاقه ليحج ، فأمر بإطلاقه. فطلب من قلعة جدة ، وأدرك الحج يوم التاسع بعرفة.
ثم إن مولانا الشريف دخل مكة (٣) في آلاي أعظم (٤) من الشبيكة ، ولم يزل إلى أن دخل مكة (٥) والمسجد. وقد نزل القاضي والمفتي والفقهاء والأشراف بالحطيم ، ودخل مكة قايقجي (٦) بالأمر السلطاني ، فقرأه بالحطيم. وقد سبق تعريفه (٧).
__________________
(١) في (ج) «حصانا».
(٢) في (أ) كررت «الزاهر» مرتين.
(٣) لم ترد في (ج).
(٤) في (ج) «عظيم».
(٥) في (ج) «ولم يزل إلى أن دخل المسجد».
(٦) في (أ) «قايقجي». والاثبات من (ج).
(٧) المقصود التعريف بالأمر السلطاني الذي جاء به سلحدار الشريف سعد إلى ابنه الشريف سعيد والذي سبق ذكره.