وصرفوا على الناس ، فخسّ كل أربعة أحمر قرش كلب.
ولما كان يوم السبت ثالث (١) عشر ذي الحجة : توفي مفتي الأنام بالبلد الحرام ، عبد الله بن شمس الدين عتاقي زاده (٢) مفتي الحنفية.
وتطاولت أعناق بعض الناس إلى هذا المنصب ، وبذلوا فيه الجهد ، إلى أن أوصلوه إلى [نحو](٣) ألف وثلثمائة أحمر (٤). فاتفق رأي مولانا الشريف أن أقام فيه مولانا الشيخ عبد القادر بن أبي بكر أفندي المتقدم ذكره ، بعد أن شهد جمع من العلماء الأعلام لدى مولانا الشريف بتقدمه على غيره ، وانحصار الاستحقاق فيه (٥) ، خصوصا وقد باشر المذكور الفتوى في زمن عتاقي المذكور بإجازة منه ، وأذن من مولانا الشريف.
(وقد ـ أخبر الثقاة بأنه قد عهد بها للمذكور لدى مولانا الشريف) (٦) ، وشهد لديه في حياته بأنه لا يستحقها سواه. ولله در القائل :
(وما أحسن الأشياء يوما إذا أتت |
|
إلى أهلها من أهلها في محلها |
__________________
(١) في (ج) وردت «ثاني ذي الحجة». وأورد الطبري في اتحاف فضلاء الزمن ورقة ٢ / ١١٠ تاريخ الوفاة كما في (أ) «ثالث عشر ذي الحجة».
(٢) سقطت من (ج).
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) من المساويء التي شاعت في أواخر عهد الدولة العثمانية شراء المناصب والوظائف في الدولة ، ومن ذلك ما حصل هنا.
(٥) نلحظ هنا أن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر حصل عليها بدون رشوة مالية نظرا لعلمه وكفاءته.
(٦) ما بين قوسين سقط من (ج).