ودخلت سنة [١١٠٨](١) ألف ومائة وثمانية (٢) :
وفي هذه السنة رجع أحمد بيك (٣) صنجقا على جدة ، إلا أنه تأخر مجيئه.
ولم يزل مولانا الشريف بمكة إلى أن توجه إلى المبعوث قاصدا المدينة. وكان خروجه ثالث عشر ربيع الثاني.
وفي هذه الأيام وردت النجابة (٤) [من مصر](٥) بخبر قايقجي من جهة الأبواب إلى مصر ، ومنها إلى مكة ، ومعه ثمن الحب المنكسر على أهالي الحرمين مائة وخمسين كيسا عن حب سنة إحدى ومائة ، وسنة ستة وسبعة. وأمر بتفريقه على فقراء مكة والمدينة ـ أصحاب الحبوب ـ فركب في المراكب الواردة إلى مكة ، ووصل إلى ينبع بالسلامة ، وتوجه من هناك إلى المدينة ، ففرق على أصحاب (٦) الحبوب ما هو لهم بحضرة الكيخية (٧) وشيخ الحرم وأرباب الشعائر.
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في (ج) «ألف ومائة وثمان».
(٣) أحمد بيك الوارد ذكره في هذا الكتاب.
(٤) في (ج) «نجابة».
(٥) ما بين حاصرتين من (ج).
(٦) في (ج) «ارباب».
(٧) من (كد خدا) في الفارسية ، وتطلق في التركية على الوكيل والنائب. وهي تطورت في التركية إلى كلمة كخيه. وهذا الإسم عند العثمانيين يطلق على عدة مهام ووظائف. فكان كبار رجال الدولة العثمانية ممن لهم المناصب العالية في القصر والجيش لهم من ينوب عنهم في أعمالهم ويعاونهم ويطلق عليهم (كتخدا). قطب الدين النهروالي ـ البرق اليماني ٨٠ ، حسين نجيب المصري ـ معجم الدولة العثمانية ١٦٤ ـ ١٦٥.