ودخلت سنة [١١١٦](١) ست عشرة ومائة وألف.
فلما كان يوم الثلاثاء من المحرم الحرام : رفعت الفتنة رأسها ، ووطأت أساسها (٢) ، فانتشرت عبيد الأشراف بأعالي تلك الجبال ، وشنوا الغارة. وملكوا تلك الجبال إلى الجبل المطلّ على تربة العيدروس (٣) ، وانتهوا إلى أسفل جبل عمر (٤) من المسفلة ، ومن جبل قعيقعان (٥) إلى جبل جزول (٦) المطلّ على سويقة ، وأخذ باطنة الشبيكة
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في النسختين «ووطئت». وهي كناية عن قيام الفتنة بين الشريف سعيد والأشراف.
(٣) العيدروس : عبد الله بن علي بلفقيه بن عبد الله العيدروس ، كان من العلماء. توفي سنة ١٠٥٠ ه ، ودفن في الشبيكة مع ابنه وحده ، على خلاف المشهور من آل العيدروس الذين دفنوا في المعلاة كما ظهر لي من خلال المصادر والمراجع. المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٦٢ ـ ٦٣ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ٦٨.
(٤) جبل عمر : هو الجبل الطويل المشرف على ريع عمر ، اسمه العاذر. وهو الجبل المشرف على حق آل عمر ، وحق آل مطيع بن الأسود ، وآل كثير بن الصلت الكندي. وعمر الذي ينسب إليه عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، وكان يسمى في الجاهلية ذا أعاصير. الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢ / ٢٩٢ ، ٢٩٦. ويذكر البلادي أن جبل عمر هو شق من ثبير الزنج ، وهو ما يلي حي الشبيكة ، وريع الحفائر. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ٦٦ ـ ٦٧.
(٥) جبل قعيقعان : بضم القاف ، وفتح المهملة ، وكأنه تصغير قعقان : وهو الجبل الضخم المشرف على المسجد الحرام من الشمال والشمال الغربي ممتدا بين ثنيتي : كداء ، وكدى ـ بالقصر ـ بين وادي إبراهيم شرقا ووادي ذي طوى غربا ، ولا يعرف اليوم اسم قعيقعان ، إنما يسمى بأسماء كثيرة ، فطرفه الشمالي الغربي يسمى جبل العابدي ، والشرقي الحجون ، والمشرف على مقبرة المعلاة يسمى جبل السليمانية ، أما جزؤه الجنوبي يسمى جبل هندي. انظر : البلادي ـ معالم مكة ٢٢٣.
(٦) جزول : جزلّ بكسر أوله وتشديد اللام ذكره السباعي ، وقال : «إن طائفة