جماعة من الأشراف حتى انتهوا إلى مقبرة الشبيكة ، ووصل جماعة من العبيد إلى جهة المعلاة ، فملكوا الجبل المطل على الوادي بحيث لا يفوتهم الصاعد من هناك ، وباقي الأشراف في مضاربهم (١).
فلما رأوا شدة الحركة انتقلوا من الزاهر إلى طوى (٢) ، ووقفوا هناك.
وكان تردّد على الأقدام السيد عبد المحسن بن أحمد بن زيد ، وتقدم بعض العبيد نحو السبعة ، فدخلوا بيت عتاقي أفندي ، الذي أخذه من عبد الباقي الشامي في الشبيكة. فانحازوا فيه ، وجعلوا يضربون من أقبل عليهم.
فتهيأ الشريف سعيد للخروج معهم ، ووجّه الهمة إليهم ، وجمع الجند ، وترّس المنافذ ، وجمع جماعة في دار ابن العم الشيخ أبي السعود السنجاري (٣) ، ومن دار الشيخ عبد الله البصري (٤) ، وجماعة في منائر
__________________
من الجنود تعرف بهذا الاسم كانت تلعب فيه بالطبل. انظر : السباعي ١ / ٤٦٠ ـ ٤٦١ ، البلادي ـ معالم مكة ٦٣ ـ ٦٤ ، معالم الحجاز ٢ / ١٤٦. كما سبق ذكره في الجزء الأول من الكتاب.
(١) المقصود مضاربهم في الزاهر.
(٢) طوى : معروف اليوم ببئر طوى بجرول بين القبة وريع أبي لهب ، وهي بئر مطوية عليها بناء ، وهو الموضع الذي بات فيه الرسول صلىاللهعليهوسلم ليلة فتح مكة. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، معالم مكة ١٦٨ ـ ١٦٩.
(٣) كما ذكر السنجاري أنه من أبناء عمومته.
(٤) عبد الله بن محمد بن سالم البصري ، ولد عام ١٠٤٨ ـ ١١٢٣٤ ه. شافعي مكي ، ولد ونشأ بالبصرة ، لذا سمي بالبصري ، من أئمة المحدثين. وأهم أعماله تصحيحه لكتب الحديث الستة. انظر : محمد أمين ـ طبقات السادة الحنفية ورقة ١٢٩ ، الدهلوي