ودخلت سنة ١١١٣ ه ألف ومائة وثلاث عشرة :
ولما كان يوم الخميس تاسع محرم : خلع مولانا الشريف على محمد جلبي الشهير بهندي أوغلي (١) خلعة الوزر ، وعزل وزيره الأول وهو جوهر أغا الشريفي ، وجلس المتولي في بيته للتهنئة.
وخرج مولانا الشريف إلى الطائف في أوائل محرم ، ونزل وزيره المذكور إلى جدة ، وطلع في أواخر صفر ، ولحق بمولانا الشريف ، واستعفى عن الخدمة ، ورجع إلى مكة معزولا. وصادرته الدّيّانة ، وأخذت ما بيده من الأملاك ، ودارت عليه الأفلاك ، فلزم داره بعد أن ضرّ (٢) من كان جاره ، واستمر مسلوب العقل في داره ، إلى أن توفي يوم الاثنين ثامن عشر (٣) ذي القعدة سنة ألف ومائة وثلاثة عشر ، وصلي عليه ، ودفن بالمعلاة ـ رحمهالله تعالى ـ.
وجاء الخبر بأن الحج الشامي أخذ عن آخره ، وتفرّق ما بقي منه إلى المدينة وغيرها ، ولم يدخل الشام إلا من نجا هاربا بنفسه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.
ولما كان أواخر رجب من السنة المذكورة : ورد ابراهيم أغا ، السابق ذكره من (٤) المدينة ، وشرع في ترميم المسجد ،
__________________
(١) في (ج) «أعلى». وكلمة أوغلي تعني الذئب. النهروالي ـ البرق اليماني في مقدمة التحقيق ص ٧٥. ويذكر علي الطبري في الاتحاف ٢ / ١٢٤ : وفي سنة ١١١٣ ه تقلد الوزارة الفندغلي وعزل عنها جوهر أغا.
(٢) في (ج) «حر».
(٣) في (ج) «ثامن ذي القعدة».
(٤) في (أ) «الى». والتصحيح من (ج) كما يقتضيه السياق.