قفطانه ، واستمر به إلى أن توجه إلى مكة ثاني (١) عشر ذي القعدة ، ودخل مكة محرما بالحج ليلة هلال ذي الحجة ، فطاف وسعى ، وعاد للزاهر (٢) ، ودخل في آلاي (٣) أعظم.
وفي يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجة : وصل من الأبواب إبراهيم أغا الطواشي (٤) ـ قايقجي (٥) مولانا السلطان (٦) ـ بخلعة سمور ، على ظهره
__________________
(١) وردت «ثمان» في (ج).
(٢) الزاهر : أحد أحياء مكة الغربية ، محسوب من جرول ، وكان حيا جميلا شجيرا ، وأوسع الشوارع المعبدة ، وكان سكانه من قبيلة حرب. والزاهر الثاني الذي كان بذي طوى ، كان بستانا للشريف عون الرفيق ، له عين نقية ، وبركة كبيرة مجصصة ، صار حلقة الخضار والفواكه ، وقسم منه بني مستشفى للولادة. عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ١٢٧.
(٣) آلاي : لفظة تركية معناها موكب ـ أبهة ـ احتفال ـ فخفخة. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ١ / ١٧١. وهنا يقصد بها الموكب العظيم كما جاء في وصف العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦٤ بقوله : «ثم دخل صبيحة ذلك اليوم في موكب يبهر الناظرين ويسر البادين والحاضرين».
(٤) الطواشي : الخصي والجمع طواشيه. محمد قنديل ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ص ١١٦ ، بطرس البستاني ـ محيط المحيط ، نسخة طبق الأصل بطريقة الفوتو أوفست نقلا عن طباعة ١٨٧٠ م. مكتبة لبنان ، بيروت ، ٢ / ١٣٠٢.
(٥) اسم يطلق على مجموعة من المبعوثين الخصوصيين الذي سموا لأسباب تاريخية قبابيجي باشيه جمع (قابيجي باشي) أي كبار الحراس. عبد العزيز الشناوي ـ الدولة العثمانية دولة مفترى عليها ١ / ٥٣١ ـ ٥٣٢ حاشية رقم (٢). وفي محمد علي الطبري ـ الاتحاف (مخطوط) ٢ / ٦٩ لفظ قابقجي.
(٦) السلطان محمد خان الرابع تولى الحكم سنة (١٠٥٨ ـ ١٠٩٩ ه) (١٦٤٨ ـ ١٦٨٧ م). محمد فريد ـ تاريخ الدولة العلية ، تحقيق احسان حقي ط ٢ ، بيروت ، دار النفائس ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م ، ص ٢٨٨ ـ ٣٠٤.