ومرت نحو [من](١) إحدى عشرة جلبة من اليمن ، فأخذ عشورها كملا. ووردت جدة ، وأخبرت بذلك فلم يؤخذ منها شيء.
وحصل اجتماع عند مولانا الشريف عبد الله ، حضره الباشا والقاضي والمفتي ، وانتج هذا الإجتماع :
بعث نحوا من مائة عسكري في قارب إلى القنفذة ، وطلب دراهم من التجار والهنود والعسكر. فامتنعت التجار من الإنقشارية بحماية السردار ، وأخذ من البعض وكتبت حجة لهم. فامتنعوا ، وفزعوا إلى تربة المرحوم الشريف أبي طالب بن حسن (٢) ، وحبس بعضهم وطال الأمر ، ثم أطلقوا ، وأخذ من بعضهم شيء.
ولما كان يوم السابع عشر من الشهر المذكور (٣) : وردت كتب من الشريف سعد لمولانا الشريف عبد الله ، والسيد أحمد بن غالب ، والباشا ، ومضمون كتابه :
«ان ما وقع من السلطنة ، إنما كان لما وصلهم من الأعداء ، إني قتلت شيخ حرم المدينة ، وبعض الأروام بمكة ، ونهبت الحجرة (٤) ، وكل
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) سبق ذكر هذه التربة. وكما ذكرنا مرارا أن هذه الأمور (الفزع إلى صاحب القبر والتربة) كانت من البدع الشائعة في تلك الفترة والتي نهى الإسلام عنها لأنها تؤدي بصاحبها إلى الشرك بالله.
(٣) أي شهر ربيع الأول.
(٤) هي الحجرة التي دفن بها النبي صلىاللهعليهوسلم في بيت السيدة عائشة رضياللهعنها ، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد النبوي ، وقد أولى الخلفاء والسلاطين المسلمون الحجرة الشريفة عناية كبرى في البناء والتعمير. عن هذه الأعمال أنظر : أحمد بن عبد الحميد