والفقهاء ، وفاتح (١) بيت الله الأمين ، ونائب الحرم الشريف ، وسائر أرباب المناصب والوظائف ، كلا في محله (٢) على جاري عادته.
وألبس مولانا الشريف عبد الكريم القفطان السلطاني بالفرو السمور ، وألبس هو آغاة القفطان فروا سمورا ، وألبس كتخدا الوزير سليمان باشا فروا سمورا ، وألبس المفتي ونائب الحرم والشيخ محمد الشيي أفرية من القاقم (٣) ، وألبس صاحبنا الشيخ عباس المنوفي قفطان كتابة الإنشاء ، وكذلك مصطفى أفندي ديوان كاتب التركي ، وألبس سائر الأغوات وأصحاب الإدراكات ، وكل من له عادة في اللبس ، على القانون المعتاد.
ثم قرئ الأمر السلطاني في ذلك المجمع ، وكان القارئ له صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، ومضمونه :
«بعد الحمد والثناء ، الوصية على الرعايا والسادة الأشراف والحجاج والعمار والتجار والوافدين إلى مكة المشرفة وإلى تلك الأقطار. ومحلّ الشاهد : أن قد عزلنا الشريف سعيد عن شرافة مكة ، لموجب ما وقع علينا من عبد أعتابنا سليمان باشا ، بجميع ما صار في الحرمين الشريفين من الشريف سعيد من الشقاق ، وعدم الوفاق بينه وبين بني عمه السادة الأشراف ، وإننا قد عزلنا المذكور ، وولينا وأنعمنا على
__________________
(١) محمد الشيي الذي سيرد ذكره فيما بعد.
(٢) إشارة إلى أن كل واحد منهم أخذ مكانه المعتاد.
(٣) القاقم : دويبة في قدر السنجاب لها شعر أبيض ناعم ، وهو أعز قيمة من السنجاب. الدميري ـ حياة الحيوان الكبرى ٢ / ١٩٧ ، القلقشندي ـ صبح الأعشى ٢ / ٤٩.