أن مصر رخاء وسخاء وأمن وأمان ـ لله الحمد ـ.
وفي هذا الشهر أيضا : وصل بعض عرب عترة ، وأخبروا أن الحاج الشامي وصل إلى بلده بالسلامة ، إلا أنه تحير في المدينة المنورة ، وجلس إلى إحدى وعشرين صفر ، والسبب لذلك على ما قيل :
أنه في إيابه إلى مكة ، حيره (١) عرب عترة أربعة أو خمسة أيام في العلا (٢) ، وأخذوا من صرّ سنتين اللتين مضتا في زمن خاله بيرم أغلى وسنته هذه ، وأنه مسك منهم ستة أنفار ، ووضع فيهم الحديد ، ووصل بهم إلى المدينة المنورة ، وحبسهم في القلعة إلى أن حج ورجع. فوجد جماعة من عترة قد وصلوا إلى الجرف (٣) ـ طرف المدينة ـ. فخرج شيخ حرمها وأغوات العسكر ، وأصلحوا بينهم ، وكتبوا على العرب حجة بأنه ما يقع منه شيء من الضرر على الحجاج ، ولا يعترضوا أحدا منهم ، فتم الأمر على ذلك وتوجه بالسلامة.
فهذا هو السبب المحير له على ما يروى ـ والله أعلم بحقيقة الحال ـ.
وفي يوم الجمعة سادس عشر ربيع الآخر : وصل بعض عسكر الشريف إلى مكة ، واستمر البعض عنده.
وفي هذا الشهر (٤) : تشكى الشريف (٥) بعض كل ، ولحقه شدة ،
__________________
(١) في الأصل «حيروه».
(٢) سبق تعريفها.
(٣) موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام. انظر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ١٢٨ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ١٤٠ ـ ١٤٣.
(٤) الشهر ربيع الآخر.
(٥) في (ج) «حضرة الشريف». والشريف هو عبد الكريم بن محمد.