[ثم](١) منّ الله عليه وحفّه باللطف ، فحصل الشفا ـ لله الحمد والمنة ـ.
ودخل شهر جمادي الأولى والثانية وهو بالطائف. واستمر الأمير إيواز عنده نازلا في المثنى (٢) ببستان السيد أحمد بن سعيد ، ببعض مماليكه وعسكره وأتباعه على مائها (٣) ومرعاها ، والجميع في أوج الأنس الماكن والتنزة في الجنان والمآثر وسائر تلك الأماكن.
ودخل شهر رجب الفرد الحرام :
ولما كان يوم الأربعاء الخامس ، منه : رحل الصنجق من الطائف هو ومن معه من المماليك والعساكر والأتباع ، وخرج لخروجه بعض السادة الأشراف ، ومشوا معه إلى خارج البلاد ، ثم رجعوا وأخذ (٤) طريق اليمانية (٥) ، واجتمع بمولانا السيد زين العابدين بن إبراهيم في نبا ـ وهو على مرحلة من الطائف إليها ـ ومشوا صحبته إلى مكة.
وفي يوم الأحد تاسع الشهر المذكور : دخل الأمير إيواز بيك في موكب عظيم ، وقدامه عساكره وأتباعه ، وأغوات السبع بلكات ، إلى أن وصل داره وجلس للناس ، فأتاه السادة الأشراف والعلماء والفقهاء ،
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في النسختين «المثنى». وهي المثناة من واد مج جنوب الطائف ، وكانت للمثناة عين جارية يضرب بها المثل في تدفق المياه ، والغزارة ، فأجريت لسقي الطائف ، وهي للأشراف ذوي غالب ، وكانت تعتبر من قرى الطائف. أما اليوم فهي حي من أحياء الطائف. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ٢٢ ، حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ٣ / ١٢٥٧.
(٣) في (أ) «ماها». وفي (ج) «ماءها». والتصحيح من المحققة.
(٤) في (أ) «وأخذوا». والاثبات من (ج).
(٥) أي طريق النخلة اليمانية المعروف الآن بطريق السيل.