وأخبروه بالواقع ، فاعتذر عن التقدم لبعض أمور اقتضت ذلك ، وقال لهم :
«يتقدم حضرة الباشا بطيب خاطر ، وانشراح صدر مني».
ثم ألبس السيد يحيى أيضا فروا سمورا ، وقدم له فرسا مكملة العدة ، وباقي الجماعة أصوافا مثل ما فعل الباشا ، وطابت نفوس الأمراء بذلك.
ولما كان خامس ذي الحجة الحرام : ركب [مولانا](١) الشريف بآلاي والموكب العظيم ، بالسادة الأشراف ، والعساكر ، وسائر العربان ، في غاية من الجند والعتلة / وتوجه إلى المحل المعتاد للقاء الأمراء ، ولبس (٢) القفطان الوارد صحبة أمير الشامي نصوح باشا.
ولم يحصل شيء من المخالفات جملة كافية.
وأصبح يوم ست (٣) : ركب وعرض لأمير المصري بذلك الجند (٤) ، ولبس القفطان الوارد صحبته.
وهذه مرة ثانية وصل إبراهيم أميرا على الحاج ، وحج أولا في أيام المرحوم الشريف أحمد بن غالب ، وكان أيضا أمير الحاج المصري وهو في غاية من العقل والوقار والكرم وحسن الملاقاة للناس ، وبالخصوص لأهل الحرمين.
ثم إن الشريف طلع وحج بالناس ، على جاري عادته في غاية الأمن والأمان ، لم يقع شيء من المكدرات والمخالفات جملة كافية ـ لله الحمد
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في (أ) «والبس». والاثبات من (ج).
(٣) المقصود السادس من ذي الحجة.
(٤) في (أ) «البند». والاثبات من (ج).