زين العابدين بن عبد الله ـ توجهوا إلى مولانا الشريف ، واتفقوا [هم](١) وإياه على أن يعطيهم معلوم شهر ، ويكون أسوة (٢) رفقاتهم ، وأن ما مضى لا يعاد ـ ولله الحمد ـ.
ودخل موسم [سنة ١١١٤ ه](٣) ألف ومائة وأربعة عشر.
ولما كان ليلة السبت الحادي والعشرين من شوال : وردت نجابة من الشام بمكاتيب لمولانا الشريف ملخصها :
ـ أنه أجيب لما طلبه من حضرة الأبواب ، من تولية ولده مولانا الشريف سعيد شرافة مكة. وأن الخلع الواصلة باسم الشريف سعيد.
ـ وأن المتوجّه في هذا الأمر قد ورد الشام ، وتوجّه بها إلى مصر.
ونزلت النجابة على مولانا الشريف بالمعابدة. فنزل بهم صبيحة يوم السبت إلى ولده ، وشاع ذلك. وشرع مولانا في تلافي الأشراف ، وتمهيد هذا الأمر للمشار إليه (٤). واجتهد أن يلبسه هو قبل ورود الخلعة ، وينزل له عن الشرافة ، فامتنع المشار إليه ولم يوافق.
ولما [أن](٥) كان يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة : وردت نجابة أيضا تبشر بورود القفاطين ، وأن الآغا الوارد بها وصل إلى أملج (٦)
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في (أ) «السوق». والاثبات من (ج).
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).
(٤) أي الشريف سعيد.
(٥) ما بين حاصرتين من (ج).
(٦) في (ج) «المويلح». والمويلح : بضم الميم ، تصغير الملح ، ميناء على ساحل البحر الأحمر الشرقي بمنطقة ضبا تابعة لإمارة تبوك. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ٣ / ١٤٤٢ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨. ـ أملج : أم لج بضم اللام ، وتشديد الجيم. وبعضهم يكتب الإسم «أملج» خطأ. وهي بلدة على ساحل البحر الأحمر من أشهر الموانيء بين ينبع والوجه ، وهي تابعة لمنطقة تبوك. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ٢٣٤. والمقصود أن الآغا الوارد بالقفاطين أصبح مجيئه قريبا.