العربان ، على ما جرت به العادة [من حفظهم](١).
ولما كان يوم الإثنين سابع عشر ذي القعدة : ورد مكة الآغا أحمد السواكني (٢) ، الذي بعثه مولانا الشريف إلى الأبواب لأمور أرادها. فجاء بالجواب بما أراده مولانا الشريف (٣) ، ولم يأت بخلعة ، ولم يظهر من خبره شيء للناس ، سوى أن ما ذهب به من أمور مولانا الشريف قد تمت على أحسن ما يكون.
ولما كان يوم الجمعة رابع عشرين ذي القعدة : كشف (٤) مولانا الشريف بحضرة صاحب جدة ، والآغا الواصل بثمن الحب ، وقاضي الشرع الشريف ، ومعلم مكة المهندس (٥) حسن ، على سقف الكعبة ، فرأوا فيه بعض خشب مكسّر (٦) نحو خمس خشبات ، وأن السقف
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) أحمد السواكني : نسبة إلى سواكن ، وهي بلد مشهور على ساحل البحر الأحمر قرب عيذاب ، ترفأ إليه سفن الذين يقومون من جدة ، وأهله بجباه سود. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٢٧٣. وهي حاليا من أهم موانيء السودان على البحر الأحمر.
(٣) الذي أراده الشريف هو المطالبة يالشرافة لابنه سعيد.
(٤) في (ج) «كشفف».
(٥) في (ج) «مهندس مكة المعلم حسن». تقديم وتأخير. والمهندس : المقدر لمجاري المياه والعين واحتفارها حيث تحفر ، وهو مشتق من الهنداز ، وهي فارسية أصلها انذاره ، فصيرت الزاي سينا لأنه ليس في شيء من كلام العرب زاي بعد الدال. والاسم الهندسة. ويقال : هندسي هذا الأمر ، وهم هنادسة هذا الأمر ، أي العلماء به. ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ٨٣٨. والمهندس : من يلم بعلم من العلوم الهندسية ، ومن يمارس فن من الفنون الهندسية. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٩٩٧.
(٦) في (ج) «منكسر».