توجه إلى بيت السيد حسين بن زين العابدين وكيل الديرة عنه في الطائف ، وبات عنده تلك الليلة.
وأصبح يوم السبت قيّل عنده ، وأعطى للشريفة عمرة بنت السيد أحمد بن حسين بن عبد الله زوجة السيد حسين المذكور جميع ما تحصل له من الضيفة المعتادة ، وهي عشرة آلاف أشرفي ، وجعل هذا في مقابلة نزوله [هذا اليوم](١) عند زوجها السيد حسين بن زين العابدين.
وفي هذا اليوم : عزم عليه جميع من كان بالطائف من أهل مكة والمدينة وغيرهم ، بقصد السلام [عليه](٢) ولم يتخلف أحد ، ومن جملة من عزم عليه (٣) صاحبنا القاضي خير الدين بن القاضي تاج الدين إلياس المدني (٤) ، ومدحه بقصيدة وألبسه صوفا نفيسا.
وأصبح يوم الأحد : ركب مولانا الشريف وتوجه إلى المبعوث هو والسادة الأشراف الذين معه ، واستمروا فيه إلى عشرين من شعبان ، ثم رحل (٥) منه إلى محل يسمى صلبه (٦) ، وأرسل إلى بعض شيوخ مطير (٧)
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) في (ج) «اليه».
(٤) ولد في جمادي الثاني سنة ١٠٨٦ ه. كان فاضلا عالما أديبا ، له مجموعات كبيرة من المؤلفات ، أهمها : الفتاوي اللالياسية ، وله كثير من الشعر والنثر ، توفي في رمضان سنة سنة ١١٢٧ ه. مجهول ـ تراجم أعيان المدينة المنورة ٣٠ ـ ٣١.
(٥) في (أ) «وصل منه». والاثبات من (ج).
(٦) صلبه : مزرعة في وادي عدوان كان ملكها يتقلب بين عدوان والأشراف حتى تزوج أحد الأشراف عدوانية ، فوهبها لها ، فثبت في يد عدوان. وواد عدوان هو وادي ليه في أسفله قبل أن يفيض في سهول ركيه. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ١٦٠.
(٧) مطير : من كبريات قبائل الجزيرة العربية ، سبق تعريفها. انظر : فؤاد حمزة