وفي ليلة الثلاثاء ثالث جمادى الأولى : كان دخول مولانا الشريف عبد الكريم على امرأة من عربان عدوان (١) ، دخل بها في المنحنى في مخيمه ـ جعله الله تعالى عرسا ميمونا وأقر به قلوبا وعيونا وجعل عاقبته خيرا ـ.
ولما كان [يوم](٢) سابع عشر من جمادى الآخرة : شدت قافلة المدينة المنورة.
وفي هذه السنة : زارت (٣) السيدة الشريفة عزة بنت المرحوم السيد يحيى بن عيسى ، والدة مولانا الشريف عبد الكريم ، وخرجت في موكب عظيم. وزار في صحبتها جملة من أتباعها والشرائف ، منهن / ابنة حضرة الشريف. وشدت في ثمان محفات وجحفة ، ومن الجمال زهاء من مائة جمل (٤) بالخدم والحشم في غاية الإعزاز والإكرام. وحصل في زيارتها كمال النظام ، وأرسل حضرة الشريف في صحبتها للنظر في جميع أمورها ومباشرة جميع مهماتها صاحبنا الشيخ عباس المنوفي.
وفي ليلة سابع عشر الشهر المذكور (٥) : دخل السيد محمد بن عبد الكريم ، أبو الخناصر ، مصالحا لحضرة الشريف ، وأصبح توجه للشريف واجتمع به ، وسلم عليه ، فبعد خروجه من عنده ، أرسل إليه حضرة (٦) الشريف بقشة (٧) ثياب وخمسمائة قرش إعانة له ولجماعته.
__________________
(١) بطن من قيس قيلان من العدنانية ، كانت منازلهم بالطائف من أرض الحجاز. عنهم انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣.
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) في (أ) «زارة». والاثبات من (ج). أي زارت المدينة المنورة.
(٤) في (ج) «بعير».
(٥) جمادى الآخر.
(٦) سقطت من (ج).
(٧) بقجة ، وبغجة ، وبقشة : تركية جمعها بقج ، ـ مربعة من قماش مبطن مختلف ألوانه تلف بها الملابس لحفظها. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ١ / ٣٩٠.