يومين.
واستمر الشريف سعد بالعابدية مريضا ، حتى انتقل إلى رحمة الله ورضوانه ، يوم الأحد خامس ذي القعدة. وأتوا به إلى مكة في محفة ، وغسل ، وصلى عليه مولانا الشيخ عبد القادر المفتي الصديقي بوصاية وعهد منه إليه ، بأنه يتولى غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه. فباشر المفتي ذلك ، وطلع به إلى المعلاة يوم الإثنين سادس ذي القعدة ، ودفن في قبة الشريف أبي طالب عند والده الشريف زيد ، وطلع في جنازته مولانا أمير مكة الشريف عبد الكريم. ولم يبق أحد من الأشراف إلا شهد جنازته ، وكان له مشهد عظيم ، حضره الخاص والعام. وأرخ وفاته جماعة كثيرون من أدباء مكة ، فمن ذلك قول صاحبنا الشيخ أحمد بن علان الصديقي بقوله : «في جنة الفردوس سعد بن زيد» (١).
وقولي مؤرخا وفاته بالعابدية :
هي المنايا فكن منها على حذر |
|
ولا تسوف فيها أيها الساهي |
وانظر إلى ملك الدنيا الذي خضعت |
|
له الملوك بإذعان وإكراه |
وافاه داعي حمام حين قام على |
|
ساق بهمة لا وان ولا ساه |
فلم يكن عنده أغنى من أطاع له |
|
من الجيوش وما قد نال من جاه |
أجاب لما دعاه مولاه مبتدرا |
|
وفارق الكل من معد ومن واه |
وجاء تاريخه مع منتهى شرف «سعد بن زيد عليه رحمة الله» (٢).
__________________
(١) سجل تاريخ وفاته بحساب الجمل سنة ١١١٦ ه.
(٢) ما بين مزدوجتين هو التاريخ بحساب الجمل.