هناك ، وربما قتلوا في المسجد من أدركوه ، ولم يسلم منهم إلا قليل.
ثم إن الشريف عبد الكريم بعث [إلى من](١) في جبل أبي قبيس عسكرا من الجبالية ويافع ، وأمرهم بقتل من هناك ، فتسنموا جدار زاوية الشيخ سعيد بابقي ، وهدموا عليهم السقف. فلما خرجوا ، وقعوا بهم ، وقتلوهم في نواحي ذلك الجبل ، حتى وصلوا بالقتلى (٢) إلى الصفا ، ولم ينج منهم أحد ، وكانوا فوق الستمائة. وكان يوم سخط ـ نعوذ بالله من مكره ـ وكل محل من مكة تجد فيه القتلى. وقد بلغنا أن عدة المقتولين في ذلك النهار ألف ومائتا (٣) / رجل ، حتى عجز الناس عن مواراتهم ، وصاروا يحملونهم بالعجلات ، ويرمونهم من رواشن دار السعادة وأسطحتها إلى الأرض ، يجرونهم جر الرمم ، ويلقونهم في العجلات ، وجمعت الرؤوس في حوش الشريف وحملت في الخيش. وبني منها رضم على خارجة سبيل السلطان مراد خان ، في المعلاة ، ليعتبر المارة (٤) بهم ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.
وكانت مدته هذه عدد «حي» (٥). ومدة النداء له بجدة يوما أو
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) من النسختين «القتلاء».
(٣) في النسختين «مائتي». والصحيح ما أثبته.
(٤) في (ج) «المار».
(٥) يقصد السنجاري المدة التي قضاها الشريف سعد في مكة وهي ثمانية عشر يوما على حسب حساب الجمل حيث أن ح تكون ٨ والياء ١٠ ، ويكون مجموع العدد ١٨. وعن الشريف سعد وولايته على مكة ، وهذه الأحداث. انظر : أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٣ ـ ١٤٤.