وأصرف لها ألف أردب حبّ ، وصلت في هذا العام من حب سليمان (١).
وفي يوم الجمعة السادس من / ربيع الثاني : وصل نجاب إليه من البحر بأمر باشوي ، مقتضاه : رجوع أمر جميع العسكر الإنقشارية وغيرهم ممن بمكة إلى رأيه (٢) ، وإطاعته في جميع الأمور ، يسافر بمن شاء منهم ، ويبقي من شاء ، دون مخالفة منهم له.
وقرأ عليهم الأمر بعد صلاة العصر ، بحضور قاضي الشرع والمفتي وأغوات البلكات ، فأجابوه بالسمع والطاعة.
والسبب الحامل له على طلب هذا الأمر ، استفحال الإنقشارية والأصباهية بمكة ، وجعلوا إذا مات أحد من أصحاب الأموال ، ادّعوا أنه من بلكهم ، واستحقوا عليه (٣). وبلغه أن بعض أولاد الفقهاء المتلبسين بالخطابة والإمامة جعلوا إنقشارية ، فأراد حسم هذا الباب بهذا الأمر. وهو نعم الرأي ، لو أنه تم (٤) ، إلا أنه لم يتم له مقصود.
__________________
(١) المقصود به الحب الذي أوقفه السلطان سليمان خان القانوني (٩٢٦ ـ ٩٧٤ ه) (١٥٢٠ ـ ١٥٦٦ م) على أهالي الحرمين الشريفين ، حيث اشترى عدة قرى بمصر ، وجعل غلتها لأهالي الحرمين وكانت كالتالي : ثلاثة آلاف أردب لأهالي مكة ، وخمسة آلاف إردب لأهالي المدينة المنورة. لمزيد من المعلومات أنظر : السنجاري ـ منائح الكرم ـ حوادث سنة ٩٦٤ ه ، عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء الاعلام ١٠٩ ـ ١١٠ ، محمد فريد ـ تاريخ الدولة العلية العثمانية ١٩٨ ، أحمد السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٤٦١ ـ ٤٦٢.
(٢) أي إلى رأي الشريف.
(٣) أي طلبوا حقوقهم منه.
(٤) سقطت من (ج). ولم يتم لأنه جاء أمر باشوي آخر لسردار الإنقشارية ، أن يعمل ما يراه مناسبا للعسكر. فبذلك يكون ألغي الأمر الأول الذي كان للشريف.