«أن الحجين اجتمعا في بندر بدر ، وأن نصوح باشا عزم على أمير الحاج إيواز بيك ، فوصل إليه ولاقاه ملقى حسنا ، وحصل بينهم غاية المؤانسة ، وقدّم له شيئا من الحلوى والشربات والقهوة».
وفي ذلك الوقت ، وصل إليهم النجاب من الشريف بخبر الواقع ومدافعة القوم ، وعند قيام الصنجق ألبسه فروا قاقم في غاية النفاسة.
وفي يوم الأحد خامس الشهر المذكور : ركب الشريف بالآلاي والأشراف والعربان ، وعرضوا على القانون (١) ، وتوجه إلى المحل المعتاد ، ولبس القفطان الوارد صحبة نصوح باشا أمير الحج الشامي.
وأصبح يوم الاثنين : عرض لأمير المصري بذلك الجمع ، إلى المحل المعتاد للقاء الأمراء ، وألبس القفطان الوارد صحبته أكبر أحبابه الأمير إيواز بيك أمير الحاج المصري.
ثم نزل كل (٢) منهما بموكبه العظيم على قانونه القديم.
وحجّ مولانا الشريف بالناس على جاري عادته ، ولم يحصل شيء من المخالفات ـ جملة كافية ، لله الحمد والمنّة ـ.
وكانت الوقفة بالخميس.
وأتى نصوح باشا إلى الموقف وهو في جوف تخته (٣) ، وحج الناس ،
__________________
(١) أي حسب العادة.
(٢) في النسختين «كلا». والتصحيح من المحققة.
(٣) التخت : ويقال له السرير. وهو ما يجلس عليه الملوك في المواكب ، وهو مرفوع ليكون الملك مرفوعا في جلوسه عن غيره ، ويكون إما من أبنية رخام أو خشب أو فرش محشوة متراكبة. محمد قنديل البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ٧٣٤ ، رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٢٨.