مولانا الشريف ، وأمر بتقسيم الجامكية تحت مدرسته ، وحضر في (١) المدرسة بنفسه ، لئلا يتكلم بعض الناس في ذلك.
وفي هذه السنة : كانت خطبة عيد المشهد (٢) لمولانا الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر ، واحتفل والده في ذلك العيد احتفالا كاملا ، وفرش ساباط (٣) دشيشة السلطان جقمق كلها ، وأشعل في تلك الليلة نحو ألفين فتيلة أو أكثر (٤) ، وجاءت الناس أفواجا حتى ضاقت بهم تلك الرحاب.
ومدح مولانا الشيخ عبد القادر بنحو خمسة وعشرين قصيدة. وفرق على الناس من أنفس الملابس (٥) أكثر من مائة ملبوس ـ جزاه الله خير الجزاء ـ. وجعل نحو ستة قناطير (٦) حلوى ، وألبسه مولانا الشريف وهو على المنبر فروا سمورا وخلعة (٧) فاخرة ملوكية. وما اتفق لأحد قبله
__________________
(١) في (ج) «إلى».
(٢) عيد المشهد : أي صلاة العيد.
(٣) في (ج) «بساط». وساباط : كلمة فارسية تطلق على كل سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ. كما تطلق على سقيفة داخل البيت بين حائطين. أحمد عطيه ـ القاموس الإسلامي ٣ / ١٧٧ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٤١٣ ، صالح لمعي مصطفى ـ التراث المعماري الإسلامي في مصر ٩٥.
(٤) أورد هذه القصة أيضا الطبري ـ مخطوط اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١١٠.
(٥) في (ج) «الملابيس».
(٦) القنطار : معيار مختلف المقدار عند الناس ، والقنطار من حيث الأساس يساوي مائة رطل. فالتر هنش ـ المكاييل والأوزان والمقاييس الإسلامية ، ترجمة كامل العسيلي ، منشورات الجامعة الأردنية ٤٠ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٧٦٢.
(٧) في (ج) «فروا سمورا أو خلعة».