بحدود ذلك ، ومراده إرسال المصروف في الحج ، وأمرهم بإحضار آلة البناء من الحجارة والنورة (١) ، وشرعوا في ذلك.
وفي ليلة السبت التاسع عشر من جمادى الأولى : توفي الخواجا زين العابدين بن عثمان حميدان (٢) فجأة ، فدفن يوم السبت. فخرج القاصد المذكور إلى الأبواب أواخر جمادى الأولى.
وفي الثامن عشر من جمادى الآخر : خرج من مكة صاحبنا السراج عمر ابن محمد بن علي سليم (٣) إلى [اليمن](٤).
وفي أواسط رجب : وصلت المراكب الهندية وفيها جواب كتاب مولانا الشريف أحمد ، وصل به «أمين (٥) صدقة» بعث بها سلطان الهند أورنك زيب (٦). فلما وصل القاصد إلى جدة أخرجها الباشا وعشرها (٧) ،
__________________
(١) النوره ـ حجر الكلس. ابراهيم أنيس ٢ / ٩٦٢.
(٢) زين العابدين بن عثمان حميدان : والد الوزير عثمان حميدان كما سبق ذكره في هذا الكتاب. أنظر أيضا : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦٣.
(٣) السراج عمر بن محمد بن علي بن سليم : هو ابن الوزير محمد علي بن سليم وزير الشريف سعد بن زيد. كان أديبا شاعرا. أنظر : الموسوي ـ نزهة الجليس ٢ / ٣٨٥.
(٤) في (أ) «الصين». والاثبات من (ج).
(٥) الأمين : الحافظ الحارس. ابراهيم أنيس وآخرون ـ المعجم الوسيط ج ٢٨١. والمعنى هنا المحافظ على الصدقة الهندية.
(٦) محيي الدين محمد أورنكزيب عالمكير (١٠٦٨ ـ ١١١٨ ه) أشهر سلاطين المغول المسلمين في الهند. اشتهر بالتدين والتقوى والورع والشجاعة. لمزيد من المعلومات ، انظر : جمال الدين الشيال ـ تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلامية في الهند ط ١ ، دار المعارف ، الاسكندرية ١٩٦٧ م ص ١٥١ ـ ١٦٦ ، جميل عبد الله المصري ـ حاضر العالم الإسلامي ، دار أم القرى ، عمان ، ١٤٠٩ ه / ١٩٨٩ م ، ط ٢٢ / ٣٩٢.
(٧) عشرت الشيء تعشيرا : كان تسعة فزدت واحدا حتى تم عشرة. ابن منظور