المتولي صنجقا على جدة.
وفي هذا الشهر : شرعوا في تجديد بناء قبة السقاية التي للعباس (١).
وكان ورد صاحب جدة جدة يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى من السنة المذكورة برا ، فدخل مكة بنحو مائتين هجين (٢) ، ونزل الصنجق في آلاي العسكر إلى مدرسة قايتباي ، وسجل أمره الوارد به عند القاضي ومضمونه :
ـ «أنه أعطى جدة. ملتزما شراء مركبين هندية.
ـ والقيام بما يعطاه (٣) أصحاب الأدراك للسير مع الحج الشامي.
ـ وأيضا جوامك أهل الحرمين إلى غير ذلك».
وبعث مستلمه إلى سليمان باشا ، فامتنع من تسليم البندر ، إلى أن يستوفي ما أعطاه لمولانا الشريف على جهة القرض وهي شيء وثلاثين
__________________
(١) من المعروف أن السقاية والرفادة كانت في يد عبد المطلب بن هاشم إلى توفي ، فكانت في يد ابنه أبي طالب ، فاستدان من أخيه العباس مبلغا من المال على أن يوفيه به في الموسم فلم يتمكن. ثم طلب مبلغا آخر ، فاشترط عليه العباس ان لم يقضيه المبلغ أن يترك له السقاية ، فوافق. وجاء الموسم ولم يستطع أبو طالب أن يرد الدين ، فأخذ العباس السقاية ، وأصبحت بيده ، وبيد أبنائه من بعده إلى نهاية الدولة العباسية. السنجاري ـ منائح الكرم ١ / ٧٦ ـ ٧٧. وعن عمارة السقاية ، انظر : الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢٥ / ٤٤٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ، علي الطبري ٢ / ١٢٢ ، حسين باسلامه ـ عمارة المسجد الحرام ١٩٣ ـ ١٩٨.
(٢) هجين : الهجان الكريم والخيار من كل شيء. والهجان من الابل الناقة الأدماء أي الخالصة اللون ، ومنه قيل ابل هجان ، أي بيض ، وهي أكرم الإبل. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٧٧٧ ـ ٧٧٨.
(٣) في (ج) «بما يعطا».