كيسا.
ثم إنه طلع ودخل مكة يوم الأحد سادس عشر جمادى الأولى ، ونزل دار الوزير عثمان حميدان (١) ، وهو في أعظم درجات السيادة ، وجلس للناس ، وجاء البيك المذكور (٢) ، فقابله أحسن مقابلة ، وألبسه فروا سمورا (٣). وخرج من عنده إلى منزله بقايتباي.
ثم إنه نزل إلى جدة ، وبقي الباشا بمكة ، فكلمه مولانا الشريف في علوفة أهل مكة ، وطلب منه ما هو له عنده (٤) ، ليعطي منه أهل مكة ، وصرف أربعة أشهر ، فاعتذر مولانا الشريف بأنه : ما لديه شيء ، وأراد إحالته على البندر في السنة الآتية. فأبى من ذلك. وقال : لا أعزم من مكة إلا بعد وفاء الفقراء (٥).
فلم يزل مولانا الشريف ، وجمع له بعض الفقهاء ، وأشار عليهم بأن هذه الأربعة أشهر قد تعذر دفعها على الباشا ، ويريد أن يحيلكم على صاحب جدة المتولي [وينقل ما بذمته إلى ذمة المتولي](٦). وانقضى (٧)
__________________
(١) سقطت من (ج).
(٢) وهو : صاحب جدة إبراهيم بيك. علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن (مخطوط) ٢ / ١٢١.
(٣) سقطت من (ج).
(٤) سقطت من (ج).
(٥) أحيانا كان يسيء أشراف مكة التصرفات في الصدقات ، فلا يعطونها لمستحقيها. فكانت الدولة تجبر على أن ترسل من لديها يطالب الأشراف بذلك ، ويحثهم على الوفاء للفقراء ، كما حصل هنا في سنة ١١١٢ ه.
(٦) ما بين حاصرتين من (ج).
(٧) في (أ) «وانقضا». والتصحيح من (ج).