يدعو له من أعلى زمزم على العادة المعروفة.
ثم دخل مولانا الشريف الكعبة ، وخرج منها إلى دار السعادة ، وقد هيئت له ، وجلس للتهنئة ، وقابل الناس ببشر وطلاقة ، ومدحه الشعراء بالقصائد الفائقة ، فمن ذلك قولي على جري العادة مني في الإبلاغ عني ، ولم أقرأها عليه :
سفرت (١) ولكن (٢) عند عف صين |
|
وفرت ولكن كل حلف مفتن |
وبدت لما راقتك أبهى روضة |
|
ضحك الأقاح بها وزهر الوسن |
عربية الألفاظ (٣) آخر عصرها |
|
فأتت كألف الهند بعد الأدون |
أنا ذا الخطيب بها ولست بشاعر |
|
إذ ليس فيها غير حق بين |
إن الإله بنا اعتنى لما لنا |
|
أجرى القضاء بملك عبد المحسن |
السيد الندب الكريم ومن ثنا |
|
عطفا ، فجاءته المعالي تنثني |
ما فاه قط بذكرها حتى له |
|
نادت فجاوبها إجابة معتني |
فجلا (٤) لنا أفق العلا عن طالع |
|
عاد الزمان به إلى العيش الهني |
من بعد ما حشد الزمان صروفه |
|
وأهان كل بز بأرذل هين (٥) |
وجرى القضاء بالقحط في أوقاتنا |
|
والغيث كف (٦) وجف ضرع الملبن |
__________________
(١) سفرت : طلعت ، واضح ، وانكشف. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٥٦. وهنا تعني كشف حجابها.
(٢) في (أ) «وذلك». والاثبات من (ج).
(٣) يمتدح السنجاري قصيدته هنا.
(٤) في (ج) «تجلى لنا».
(٥) أي أهين الشريف وعز الوضيع.
(٦) كفّ : أي امتنع.