عظيم (١) من سائر العساكر المصرية ، وجميع العساكر الذين كانوا مع الشريف سعيد ، وما انضم إليهم من عسكر الباشا وأنواع من العرب الذين أجابوا داعيه.
ولم يزل سائرا إلى أن دخل المسجد الحرام ، وقد بسط له بساط في الحطيم ، وفتح باب البيت الشريف العظيم ، وحضر القاضي ، والمفتي ، وجميع الفقهاء والعلماء ، والخلق كافة ، ومن دخل معه من الأشراف في ملابس الحديد (٢) ، وقريء (٣) عليهم من الأوامر السلطانية أمران :
أحدهما : من / السلطان مصطفى. والآخر من ابن أخيه السلطان أحمد. مضمونهما (٤) :
«أن سليمان باشا مفوض من قبلنا على الحرمين الشريفين ، قائم مقامنا قد نصبناه ، بصدد من رأى فيه صلاح العباد والبلاد ، فمن رأى فيه غير ذلك عزله ونفاه ، وأقام من يرى فيه الصلاح. وهذا خطاب شامل لمن كان تحت طاعتنا ، محتميا بحمايتنا».
ثم بعد تمام قراءة (٥) الأمرين ، دعى للسلطان على باب الكعبة محمد ابن الشيخ عبد المعطي الشيي ، وهو قائم على الباب الشريف ، والريس
__________________
لبنان ٩ / ٥٣.
(١) في (ج) «أعظم».
(٢) أي ملابس الحرب.
(٣) في النسختين «قرأ». والتصحيح من المحققة.
(٤) في (أ) «مضمونها». والاثبات من (ج).
(٥) في (ج) «قراه».