تأخذ لنفسك وتخرج من البلاد ، وتترك ما لا طائل تحته ، فإن أصبح عليك الصباح وأنت بها ، فقد برئت منك الذمة. وهذا غاية ما لكم علينا والسلام».
فلما جاءهم الكتاب ، رجعوا إلى الصواب ، فأودعوا طوارفهم للسيد عبد الكريم بن محمد ، وخرج معه السيد عبد الله بن حسين ، ومبارك بن حمود ، وشنبر بن مبارك بن فضل. وأما أبوه فدخل مكة وبات في دار السعادة.
أخبرني أبو السعود ابن العم محمد السنجاري ، قال : «وبعث (١) إليّ مولانا الشريف عبد المحسن يأمرني بفرش دار السعادة ، فطلعت للشريف سعد وأخبرته بذلك ، فقال : «لا بأس». قال : «وجعل واقفا معنا إلى أن فرشناه ، وهو يأمرنا بمحاسن المجانسة في الفرش».
ولما أن فرش المحلّ خرج في الساعة الثانية من يوم الاثنين حادي عشرين ربيع الأول ، وطلع إلى بستان الوزير عثمان حميدان بالمعابدة ، بعد أن أودع طارفه (٢) للسيد عبد الكريم بن محمد بن يعلى.
ثم لما كان في الساعة الرابعة (٣) من ذلك اليوم : دخل مكة مولانا الشريف عبد المحسن بن أحمد بن زيد من أعلى مكة ، ومعه بنو عمه وهم في الدروع الضافية واللامات (٤) اللامعة الصافية على لباس العافية في آلاي
__________________
(١) في (ج) «بعث».
(٢) في (ج) «طارفته».
(٣) أي الساعة الرابعة عصرا.
(٤) اسم للدرع وقيل عدة السلاح من رمح وبيضة ومخفر وسيف ونبال. الزبيدي ـ محمد مرتضى ـ تاج العروس من جواهر القاموس ، منشورات دار الحياة ، بيروت