في الرجوع ، وبعث السيد أحمد بن غالب إلى صاحب مصر ، وبذل له مالا يقال إنه مائة كيس (١).
وكان هناك بمصر مال تجمع لفقراء أهل مكة من منكسر الحب ، حوسب عليه الباشا المعزول ، وأخذ منه نحو خمسة وسبعين ألف قرش ، فقام إبراهيم بيك القاسمي (٢) أمير الحاج الشريف ويوسف (٣) وكيل صاحب مكة ، وأعطى الباشا ذلك المال من قبل السيد أحمد بن غالب. وقاما في تولية لكتب (٤) وردت إليهما منه ، وتصالحا على ذلك ، وأخذا بقية المال طمعا فيه ـ نعوذ بالله ـ.
[ولاية الشريف أحمد بن غالب]
ولم يزل في ذلك إلى أن استخرجوا له أمرا من الباشا بولاية مكة (٥). فجاء الأمر مع بعض أعوان الباشا ، وبعث إلى محمد بيك صاحب جدة ، يأمره بالنظر في تنفيذ أمره.
فلما كان ليلة الثلاثاء رابع عشر رمضان : ورد من صاحب جدة (٦)
__________________
(١) الكيس : وعاء معروف يكون للدراهم والدنانير. وصرة مقدرة من المال كانت متداولة في التعامل. إبراهيم أنيس وآخرون ـ المعجم الوسيط ٢ / ٨٠٧. وفي مقدمة البرق اليماني للنهروالي ص ٨٠ ، ذكر أن الكيس الرومي خمسين ألف عثماني.
(٢) غير واضحة في (أ). والاثبات من (ج). وابراهيم القاسمي : ربما يكون إبراهيم بيك أبو شنب الوارد ذكر إمارته للحج عامي ١٠٩٩ ـ ١١٠٠ ه. وكما أورد ذلك الدهلوي في التذييل على مخطوط حسن الصفا والابتهاج ورقة ٣٦ من نسخة الحرم المكي ، ورقة ٨٣ من نسخة جامعة الملك عبد العزيز.
(٣) المقصود به الوزير يوسف السقطي.
(٤) في (أ) «الكتب». والاثبات من (ج).
(٥) انظر : تكميل وتذييل فيما يتعلق بأمراء مكة (مخطوط) ورقة ٩.
(٦) محمد بيك.