وسائر آل قتادة (١) ، وأخذ كلّ لنفسه أجلة (٢).
وفيها : توافق (٣) الخارجون وتحالفوا وتعاهدوا على اتحاد الكلمة. فقام مساعدا بينهم بالصلح ، مولانا الشريف سعد ، وغيره من الأشراف ، واجتهدوا غاية الاجتهاد ، فما أمكن. فانقطعت بسبب ذلك الطرق ، ونهبت الأموال في طريق جدة وسائر الجهات ، فكم من مال أخذوه ، وقتيل نبذوه. ثم إن الشريف سعد ذهب إليهم بعد ما أنهوا إليه أمر ولده وكان نازلا بطريق الخبت قريبا من جدة ، والأشراف المذكورون نازلون بوادي مرّ ، فورد عليهم الشريف سعد بن زيد ، وضمن لهم وفاء جميع ما أنكر لهم من المعلوم. وقال : «ان ألزمت ولدي بتسليمه يعتذر الآن بالعجز ، وحسّن لهم أخذ البعض ، وعينه لهم. وما بقي فأنا الكفيل لخلاصه».
فرضوا بذلك ، وشرطوا عليه شروطا ، منها :
الدفان (٤) عما وقع في الطريق من النهب ، وما أخذ من
__________________
(١) آل قتادة : قبيل من الأشراف حكموا مكة ردحا من الزمن. وتفرق كثيرون منهم في الأمصار ، وهم بنو قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم ... وينتهي نسبهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ، وانتسب إليهم ملوك المغرب اليوم. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٣ / ٣٩ ، السباعي ـ تاريخ مكة ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٢) أي مهلة.
(٣) في (ج) «ترافق».
(٤) الدفان : من الدفن ، وهو الستر والمواراة. وهنا بمعنى السكوت والتغاضي عما حدث. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٩٩٤.