وقلعوا خدود باب الكعبة ، والطراز الذي من الذهب الحائف (١) ، فوجدوا فيه شيئا كثيرا ، فأصلحوه ، وطلوا الخدود بالذهب وكتبوا على الطراز تاريخا ذكروا فيه :
«أنه تجديد السلطان أحمد خان نصره الرحمن». وحضر عند تركيبه حضرة مولانا الشريف عبد الكريم ، وجميع من تقدم ذكرهم ، وأغاة القفطان أيضا ، وركبوه على الوجه المطلوب ، وصار الباب يفتح بسهولة من غير تعب.
ودخل موسم هذه السنة (٢) وكان غرة ذي الحجة بالخميس.
وفي اليوم السادس منه : دخل الحاج المصري مكة.
ويوم السابع : ركب مولانا الشريف / بآلاي والموكب العظيم ، وعرض لملاقاة الأمير إلى المحل المعتاد ، ولبس القفطان الوارد صحبته. وكان أميره حسن باشا الشهير بابن القواس المتقدم ذكره (٣).
ثم حج مولانا الشريف بالناس على جاري عادته في غاية الأمن والأمان ، ولم يحصل على أحد شيء من الخلاف جملة كافية ـ لله الحمد والمنة ـ.
وكان حسن باشا هذا في غاية [من](٤) الوقار والكمال ، ولم يحصل منه ولا من عسكره ضرر.
وكانت الوقفة في هذا العام بالجمعة ، وعند ذهابه إلى الموقف
__________________
(١) في (ج) «الخائف».
(٢) ١١١٩ ه.
(٣) الأمير حسن باشا القواس. ورد ذكره في الصفحات السابقة من التحقيق.
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).