الخيل والإبل والغنم ، وجميع ما أهدي ، [إليه](١) فرقه على السادة الأشراف. وكان له صورة.
وقابل العربان على حسب هداياهم أحسن المقابل ، وألبسهم الجوخ ، وأنعم عليهم بالإحسان الجميل الجزيل. ورجعوا من عنده شاكرين ناشرين.
وفي هذا الشهر : وصل نجاب المولد من مصر المحروسة ، وأخبر أنها في غاية الأمن والأمان وسخاء ورخاء ، وأن غيطاس بيك عزل عن امارة الحج ، وتولى إبراهيم بيك أبو شنب أمير الحج المصري.
وفي يوم الجمعة خامس جمادى الآخر : وصل الشريف [إلى](٢) الطائف ، هو وغالب العسكر ، بقصد زيارة الحبر سيدنا عبد الله بن عباس (٣) ، ودخل بعد العصر بالنوبة وآلاي بالموكب العظيم وسائر السادة والأشراف معه ، إلى أن وصل الضريح الشريف ، وزار واستمد (٤) ، ثم
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) وهو عبد الله بن العباس رضياللهعنهما ، شخصية إسلامية بارزة وصحابي جليل ولد قبل الهجرة بسنتين ، وكان صلىاللهعليهوسلم يحبه ويدعو الله أن يعلمه التأويل ، فكان أعلم الناس بآيات القرآن وتفسيره ، وأكثر المسلمين تفقها في الدين ، وكان موضع احترام الخلفاء الراشدين وإجلالهم ، اعتزل الحياة السياسية بعد قتل علي بن أبي طالب. وأقام في الطائف إلى أن توفي سنة ٦٨ ه. عنه انظر : عز الدين بن الأثير ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ٣ / ١٨٦ ـ ١٩٠ ، ابن حجر العسقلاني ـ الإصابة في تمييز الصحابة ٤ / ١٤١ ـ ١٥٢ ، عبد العزيز سالم ـ العصر العباسي الأول ص ٩.
(٤) طلب المعونة والمساعدة مما يتنافى وتعاليم الإسلام لأنه ينافي توحيد الألوهية الذي هو توحيد الله بأفعال العباد ، ومنها الدعاء حيث لا يجوز طلب المساعدة من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى. وهذا من تأثير الصوفية وأهل البدع.