ودخلت سنة [١١١٤ ه](١) أربع عشرة ومائة وألف :
ولما كان يوم السبت ثاني عشرين محرم الحرام من السنة المذكورة : نادى الوزير سليمان في جدة بنقض (٢) الصرف في (٣) المعاملة وتدليها ، فبعد أن كان صرف الشريفي المحمدي بخمس وعشرين صرفا رده إلى عشرة صروف ، ونادى عليه بها. وكذلك القرش الريال ، كان بثمانية عشر ، ردّه إلى سبعة صروف. والقرش الكلب (٤) بإثني عشر ردّه إلى خمسة صروف. ونادى هكذا سائر المعاملة من النقدين (٥) ، نزل مصارفتها مما كانت عليه ، وردّ على صرف يليق بذلك المصروف بعد الحدس والتخمين [الموافق](٦) اللائق بالصيرفيين ، ونزول الأسعار عما كانت عليه (٧) في زمن تلك المصارفة.
ثم إنه أرسل لمولانا الشريف ، وعرّفه بصورة الواقع ، وما اقتضى رأيه (٨) ، فاستحسن منه ذلك ، وأمر بالمنادي في مكة على الحكم الصادر من حضرة الوزير. وكان ذلك يوم الثلاثاء رابع محرم الحرام. فاتفق
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) هكذا وردت في النسختين «بنقض». والمعنى انقاص سعر الصرف عما هو عليه إلى قيمة أقل.
(٣) في (ج) «من».
(٤) في (أ) «الملب». والاثبات من (ج).
(٥) النقدين الذهب والفضة. ابراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٩٤٤.
(٦) ما بين حاصرتين من (ج).
(٧) سقطت من (ج).
(٨) وما اقتضى رأيه : أي الاصلاحات الاقتصادية التي أمر بها من أجل فك هذه الأزمة.