المصارفة في مكة وجدة على سنن واحد.
والسبب لذلك : أن المحلقة [الأولى (١) زاد غشها ، وظهر فحشها ، حتى زال عنها اسم المحلقة](٢) ، وتغلب عليها اسم طاريء (٣) مناسب لها ، فصارت تعرف بذلك. [وذلك](٤) لما ابتنى عليها من المفاسد والمخالفة في مصارفتها (٥) وانهماك الاسقاط السفلة على سكتها وضربها (٦). وثار كل سفيه بطال يتقن غشها وعمت بها البلوى. ـ نعوذ بالله من ذلك ـ.
وربما تضرر غالب المتسببين في البيع والشراء لكثرة اجتماعها عندهم ، حين نودي بكسادها وعدم رواجها ، فوقفت في أيديهم ، ولم تنفق في شيء من الأشياء لفحش (٧) غشها.
وفي هذا الشهر : وقع بين مولانا الشريف سعد وذوي عبد الله منافرة ، من جهة معاليمهم وعدم الوفاء ، ولم يتم لهم حال (٨) ، فخرجوا
__________________
(١) في (ج) وردت" الأدلة». والتصحيح من المحققة.
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) يذكر علي الطبري في الاتحاف ٢ / ١٢٧ أن العامة أطلقت عليهم اسم سبيدر.
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) في (ج) «مصيارفتها».
(٦) أي الذين يعملون في تزييف العملة.
(٧) في (أ) «ولفحش». والاثبات من (ج) لأن الواو زيادة هنا. ويذكر علي الطبري في الاتحاف ورقة ٢ / ١٢٧ أن هذه العملة كانت فاسدة بدليل أن من يبتها في كسيه يراها في الصباح ذات لون أحمر وأصفر ، وأن العامة لم تكن تعلم هل هي من النحاس أو الرصاص.
(٨) سبق أن حصل خلاف بين الشريف سعد وذوي عبد الله في سنة ١١١٢ ه على المعاليم أيضا من قبل.