«بأننا اجتمعنا بنصوح باشا ، وألبسني فروا سمورا ، وقابلنا أحسن مقابل. وفي غد نصل نحن وإياه».
فعند ذلك أرسل الشريف ونصب له صيوانا في العمرة (١) ، أخذه محمد عطالي زاده بسبعة أكياس ، وهيأ له سماطا عظيما.
وصبح يوم الخميس سادس الحجة : ركب مولانا الشريف بالآلاي والموكب العظيم ، والسادة الأشراف ، وللعسكر ، إلى المحل المعتاد والمعد للقاء الأمراء ، وأبقى الجميع هناك ، وتقدم وحده للعمرة لمقابلة نصوح باشا. فوجده قاعدا في الشارقة ، وهذا أول اجتماع حصل بين الشريف سعيد ونصوح باشا.
ثم ألبس مولانا الشريف القفطان الوارد صحبته ، ورجع بالآلاي إلى بيته.
وأصبح يوم السبت سابع الشهر : عرض لأمير الحج المصري على القانون المعتاد ، ولبس القفطان الوارد صحبة أمير الحاج الأمير يوسف بيك (٢) ، الملقب بالجزار تابع المرحوم إيواز بيك ، وهذه أول سنة جاء أميرا على الحاج ، وإلا ففي العام الماضي ، كان كتخذا الحاج الشريف ، حين جاء أستاذه الأمير إيواز بيك ـ أمير الحاج المصري ـ.
وفي هذا اليوم : ختم نصوح باشا على الوكالة المعروفة الآن بالحلقة المعدة لخزن غلال أمير الحاج ، وأخذ منها من الأرز والبقسماط (٣) والشعير ما احتاج إليه ، ووضع ختمه بعد ذلك عليها.
__________________
(١) أي التنعيم.
(٢) في (أ) «الأمير للحاج الأمير». والاثبات من (ج).
(٣) اسم لنوع من الخبز يخبز ، يجفف. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٦٥.