مضاربه إلى كدي (١) ، وخرج في خمسين فارسا من الترك. وذلك يوم سابع شهر شعبان. وأقام إلى يوم الأربعاء ثاني عشر الشهر.
ثم رحل متوجها إلى اليمن ، ومعه الشريف عبد المحسن (٢) بن أحمد ، وسائر بني عمه ، إلا من تخلف عنه يوم أذاخر ـ لأمر في نفوسهم ـ.
ولم يزل سائرا إلى أن نزل بالرباط (٣) ، فبعث إلى عمه السيد سرور ابن يعلى ، ومن معه من الأشراف السابق ذكرهم ، يأمرهم بالتؤدة إلى أن يصلهم. فكان قضاء الله أن وقعت الملاقاة ، وتراموا بالرصاص ، واشتد القتال ، وكادوا أن يهربوا لشدة من مع الشريف سعد ، فصدقوا الله ، / ٣٤٦ وهجموا ، وهبّت عليهم ريح النصرة ، فانكسرت القبائل ، وقتل / منهم نحو العشرين ، فهربوا.
وطلب الشريف سعد منهم الذمة ثلاثة أيام. فسمحوا له بشرط (٤) ، أن يرحل ويدخل الحجاز أو اليمن. فلم يرد لهم جوابا. وكل ذلك بمداسة ، سادس عشرين شعبان.
__________________
(١) كدي : بضم الكاف ، وتشديد الياء المثناة تحت ، ثنية لا زالت معروفة بهذا الإسم تصل بين مسفلة مكة وجبل ثور. لمزيد من المعلومات انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٤٣٩ ـ ٤٤١ ، البلادي ـ معالم مكة ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٢٠٢.
(٢) في (أ) تكرر «عبد» مرتين.
(٣) الرباط : بكسر الراء وفتح الموحدة بعدها ألف فطاء مهملة : قرى لبني عامر بتهامة زهران بمنطقة الباحة. الرباط : قرية من قرى الشاقة بمنطقة إمارة مكة المكرمة. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ٢ / ٦١٨. والأولى هي المقصودة هنا.
(٤) في النسختين «بشرط». إلا أن ناسخ (ج) ، استدرك في الحاشية اليسرى قوله «بذلك على شرط».