جدة عسكرا من عساكر الوزير سليمان باشا ، وأمّر عليهم إيواز آغا ـ مملوك الشريف أحمد بن زيد ـ فركبوا في غرابين ووصلوا القنفذة ، وأقام محاصرا لأولئك الأشقياء في المرسى (١) ، ولحق بهم السيد عبد المطلب بن أحمد بن زيد ، وأقام هناك لأخذ زالات الجلاب ، وعندهم من القوت والماء ما يكفيهم.
فخرج إلى القنفذة منها ، ولم يبق أحد منهم خوفا على أموالهم وأنعامهم ، وعدم قدرتهم على القتال.
ثم جهز مولانا الشريف بيرقين من عسكر الجبالية ، ويافع ، وأمّر عليهم السيد شنبر ، وأرسلهم إلى القنفذة بحرا ، وأرسل خمسة وعشرين شريفا برّا ، فاجتمعا بقوس الغزيري ، ولحق بهم السيد عبد المطلب.
وقد دخل السيد شنبر الحجاز ، وجمع القبائل ، واستلحق السادات الأشراف والعسكر ، فلحقوه بمداسة (٢) ـ وهو منزل علو دوقة (٣) ـ نازل به الشريف سعد. وكانوا ينيفون على ثلاثة آلاف ، ومعه نحو خمسة أشراف.
ولما وصل خبر الملاقاة (٤) إلى الشريف عبد الكريم ، أمر بإخراج
__________________
(١) المرسى : الميناء.
(٢) في النسختين «بمداسه». وذكرها حمد الجاسر في المعجم الجغرافي ٣ / ١٢٩٢ باسم «مدسة». وهي من قرى اضم بمنطقة الليث.
(٣) دوقة : بفتح الدال المهملة ، واسكان الواو ، وفتح القاف بعدها هاء من أودية القنفذة المأهولة ، وفيه قرية بهذا الإسم وتقع جنوب الليث. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ٥٨٨ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ٢٤٠.
(٤) في النسختين «الملاقات».