نهب القنفذة وأخذ ما فيها من الأموال.
ثم إن الشريف سعد نزل وادي بين (١) ، فاستعان منه بأخذ حبوبها ، يطعمها القبائل الذين معه.
ثم عاد إلى قوس الغزيري ، وأخذ أموال بعض التجار ، وبعض قوافل.
ثم عاد إلى محمد بن عبد الكريم ، وأخذوا جميع أولئك القبائل معهما ـ من كل فاتك خائن لا يعرف الدين ، ولا يؤمن بيوم اليقين ـ لأن الشريف عبد الكريم كان قد بعث إليهم السيد عبد الله بن سعيد بن شنبر فدعاهم إلى المبايعة ، وأخذ عليهم المواثيق والعهود ، في رفض المخادعة ، وكسى مشايخهم الجوخ (٢) ، وفرق عليهم من النقود ما أرضاهم ، فدخلوا تحت طاعته وهم مضمرون الغدر والخيانة.
ثم لما وصل إليهم الشريف سعد والسيد محمد بن عبد الكريم ، نقضوا العهود مع باريهم ، فاستحقوا ما أصابهم من قتلهم ، وخراب أراضيهم.
فلما بلغ ذلك الشريف عبد الكريم ، جهز إلى القنفذة من طريق
__________________
فيما يعرف بسراة الأزد. تقع ديار غامد في السراة على مسافة ٢١٥ كيلا جنوب الطائف. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٣ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ، أحمد السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٤٠٥ حاشية (٢).
(١) البيني في اللغة : قطعة من الأرض بمقدار مد البصر ، وهي هنا موضع قرب نجران. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٥٣٥.
(٢) الجوخ : ويجمع على أجواخ ، بالتركية جوقة نسيج من صوف صفيق يكتسى به. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٣٢٨ ، البستاني ـ محيط المحيط ١ / ٤٠.