باشا أرسله إليه وألبسه القفطان ، ونادى له بجدة يوم سابع عشر الشهر المذكور.
فوصل الخبر لمولانا الشريف سعيد بذلك ، فأجاب : «بأن البلاد [بلاد](١) السلطان ، ونحن خدام له ، فإن كان الأمر صحيحا ، فأنا مطيع للأمر. وإن كان بالزور والبهتان ، فما عندي غير السيف».
وحضر عنده القاضي والمفتي ، فسألهم فأجابوا بمثل ذلك.
وكتب للوزير سليمان باشا كتابا مضمونه : «إن الشريف سعيد تولى بأمر سلطاني / في يده ، ولا يعزل إلا بمثله».
وأرسلوا الكتاب صحبة السيد مبارك بن حمود بن عبد الله. فتوجه إلى الباشا ، ورجع بالجواب إلى الشريف يوم الجمعة ثاني شهر شعبان ، وذكر له أن الشريف عبد الكريم وجميع من معه من السادة الأشراف وأغاة القفطان [وجماعة الباشا](٢) وصلوا جدة.
ثم أعقبه الخبر أنهم وصلوا وادي مرّ ، فأرسل إليهم مولانا الشريف سعيد ليلة الأحد رابع شعبان ، سليمان جاووش الإنقشارية ، وجاووش المتفرقة ، وجاووش الجاويشية (٣) ومعهم السيد جاد الله بن صامل ، إلى الوادي بخطاب إلى الشريف عبد الكريم ، وآغاة القفطان ، مضمونه :
«أن يشرفوا على الأمر السلطاني ، ويحيطوا به علما».
فحين وصلوا ، وسمع آغاة القفطان أحمد آغا كلام سليمان
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) في (ج) «الجادشية».