جاووش ، رزبه (١) وزجره بالسب واللعن ، [ومن جملة ما](٢) قاله له : «لو لا أنك مرسول لقطعت رأسك». فأخذوا أنفسهم ورجعوا (٣) ، وعند توجههم إلى الشريف وإلى آغاة القفطان أحمد آغا لقيتهم خمسة من الأشراف ، وواحد من جماعة الآغا ، وصحبتهم صورة الأمر السلطاني.
فأتى الجميع ، ونزلوا على الأمير إيواز بيك ، فأخذهم ، وتوجّه بهم إلى قاضي الشرع ، وسجلوا صورة الأمر الوارد في المحكمة.
فبلغ الشريف سعيد ذلك ، فأرسل إلى الصنجق يلومه على هذا الفعل ، ويخطئه (٤) في نزول هؤلاء الأشراف عنده. فأجابه الصنجق :
«إن الأمر السلطاني قد تحققناه ، والبلاد صارت للشريف عبد الكريم ، وأما هؤلاء الأشراف فيعرفوا قواعدهم ، ويردوا عن أنفسهم الجواب».
فأرسل إليهم الشريف [سعيد](٥) ، يأمرهم بالخروج من البلد ، وكرّر عليهم الرسل بذلك. فجلسوا عند الصنجق ذلك اليوم ، وحصل لهم الغداء. ثم بعد ذلك عزم [منهم](٦) اثنان على (٧) الشريف
__________________
(١) المقصود ضربه لأن المرزبة والأزبة عصية من حديد يضرب بها. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١١٥٩.
(٢) ما بين حاصرتين استدركه ناسخ (ج) في الجانب اليمين.
(٣) في (أ) «وجعوا». والاثبات من (ج).
(٤) في النسختين «يخطئه». والإثبات من المحققة.
(٥) ما بين حاصرتين من (ج).
(٦) ما بين حاصرتين من (ج).
(٧) في (ج) «إلى».