حتى اجتمع إليه بعض عرب منهم ، ومن جهينة ، وآخرون من لفق هناك ، فأخذ بندر (١) ينبع ، وأنزل فيه ابنه عبد الله بن سعيد ، وأقام هو بالجابرية (٢) ، وصار يعطي كل بدوي عشرين أحمرا ، أو أردبين (٣) حبّ من حبّ أهالي مكة وجدة هناك من بقية الجراية.
فلما وصلت المراكب الهندية ، أخذ منها ما يخصّ صاحب مكة من الدنانير والعطري (٤) والحب وغيره ، وأخذ بعض أموال مصر الواردة إلى الوكلاء بجدة ، واستمر ابنه بينبع ، إلى أن جهز عليه مولانا الشريف عبد الكريم السيد عبد الله بن محمد بن بركات بن محمد ، ومعه بعض أشراف وعسكر ، فنزل بالصفراء (٥) على ابن رحمة شيخ حرب ، فأكساه وكسا بقية المشايخ.
وأقام هناك يستجلب العرب ، ثم لحقه السيد زين العابدين بن إبراهيم بن محمد ، ومعه بعض أشراف من ذوي بركات ، وذوي شنبر (٦) وآخرون من بني حسن ، وعساكر من سليمان باشا ، ركبوا في الزعائم (٧) من بندر جدة إلى ينبع.
__________________
(١) في (ج) «ببندر».
(٢) الجابرية : من قرى ينبع النخل بمنطقة امارة المدينة المنورة. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ٣٤١ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ١٠٣.
(٣) في (أ) «وارد بين». والاثبات من (ج).
(٤) ربما تكون نوع من أنواع البخور والعطور التي كانت تأتي من الهند.
(٥) في (أ) «الصفرا». والاثبات من (ج).
(٦) تكررت «ذوي شنبر» مرتين في النسختين.
(٧) نوع من الزوارق الصغيرة.