السوق يبسط (١).
ولما كان ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من رجب : خرج مولانا الشريف أحمد بن غالب إلى الحسينية ، قاصدا جهة اليمن.
فلما كان ضحى يوم الثلاثاء : ألبس مولانا الشريف محسن بن الحسين القفطان الوارد به الأغا المذكور سابقا من مخيمه بالزاهر.
وخرجت إليه العساكر المصرية ، ودخل هو ومن معه من الأشراف من الحجون في آلاي عظيم (٢) ، ومعه محمد باشا صاحب جدة ، وخرج إليه الأشراف الذين تخلفوا عن الشريف أحمد بن غالب ، فلاقوه عند سبيل السلطان مراد (٣) بالمعلاة ، فحيوه ودخلوا معه ، ولم يخرج مع مولانا الشريف أحمد بن غالب أحد من الأشراف سوى ذوي فضل (٤) ،
__________________
(١) كناية عن الهدوء والاستقرار في البلاد بعد الفوضى والإضطراب الذي كان فيما سبق. والبسط بمعنى النشر. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢١٣. والمقصود أن السوق يفتح أبوابه للناس.
(٢) في (ج) «أعظم».
(٣) السلطان مراد بن سلطان بن سليم خان. ولد عام ٩٥٣ ه بالقسطنطينية. تولى عرش السلطنة سنة ٩٨٢ ه إلى سنة ١٠٠٣ ه ، قدم في خلالها مجموعة من الأعمال الهامة لإقليم الحجاز ، مثل تعمير الجانب الغربي والجنوبي من المسجد الحرام ، حفر مجرى للسيل في الجانب الجنوبي منها ، وإنشاء طواجن لسكن الفقراء ، وحنفيات للوضوء ، وإلى غير ذلك من الأعمال في مكة وكذلك في المدينة وينبع البحر. عن هذه الأعمال ، انظر : النهروالي ـ الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ٢٧٩ ، القطبي ـ أعلام العلماء ١٢٥ ـ ١٣٣ ، ١٤٦ ـ ١٥٢ ، السنجاري ـ منائح الكرم ٢ / ١١٥ ـ ١٢٣ ، ١٢٥ ـ ١٢٧ ، حوادث ٩٨٢ ه ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ٨٤ ـ ٨٥ ، حسين عبد الله باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٨٨ ـ ٩٧.
(٤) ذوو فضل هم رهط السيد بشير بن مبارك.