يلتزموه (١) ، فكانت من أكبر الشواهد على قوة ملكته في هذه الصناعة الأدبية ، وامتدح مولانا الشريف بقصيدة طنانة دالية مطلعها :
قلدت جيد الملك عقدا |
|
قسما على جلا وعقدا |
قرأها بين يديه قبل ليلة العيد بلويلات (٢) ، بحضرة جمع من الأعيان ، / ٣٢٢ فوقعت من مولانا / الشريف أحسن موقع ، فرأى جائزته ومكافئته عليها ذلك السمور الذي ألبسه في هذا المقام على رؤوس الأشهاد.
ودارت هذه القصيدة بين الأفاضل ، وعارضها صاحبنا الرئيس محمد يحيى المدني ، ولكن الفضل للمتقدم.
وفي يوم الخميس عاشر شوال : جلسوا لتفرقة (٣) الصدقة الهندية في مدرسة سيدنا المرحوم الشيخ عيسى المغربي بباب الحزورة (٤) ، وفرقوا
__________________
٤ / ٤٠٧ ، ٤١٤ ، ٤١٦ ، ٤٦٣ ، ٤٦٨ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ١٤٩ ، الردادي ١ / ٧ حاشية رقم (١) ، الزركلي ـ الاعلام ٢ / ٨٢.
(١) المقصود أن الشيخ عبد القادر حمل نفسه ما لم يحمله غيره من الشعراء بما أتى به من محاكاة شعرية حاكى بها أبا العلاء المعري في لزومياته المعروفة. واللزوميات أو لزوم ما لا يلزم ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم ، وسمي بذلك لأن صاحبه التزم الروي حرفا وإذا غير لم يكن مخلا بالنظم. وجعل القافية على حرفين. وأبو العلاء أول من التزم بذلك في ديوانه الذي يحتوي على فلسفته ونقده للحياة. أبو العلاء المعري ـ لزوم ما لا يلزم ، دار صادر ، بيروت ١٣٨٢ ه / ١٩٦١ م ١ / ٥ ـ ٣٩ ، أبو العلاء المعري ـ شرح لزوم ما لا يلزم ، تأبف طه حسين ، وإبراهيم الأبياري ، دار المعارف بمصر ١ / ١ ـ ٥٢ مقدمة أبي العلاء.
(٢) في النسختين وردت «بلويلات». وتصغير ليلة لييلة ، والجمع لييلات.
(٣) في (ج) «لتفريق».
(٤) يقع في الجانب الغربي من الحرم ، ويعرف باب بني حكيم ، وباب الحزمية. ـ والآن يعرف بباب الوداع. انظر عنه : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٨ ، عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء ١٣٨ ، حسين باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٦.