فأعطاه لصاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، ومصطفى أفندي ديوان كاتب ، وعربوه ، وردوه إلى محله. واستمر الشريف عند السيد يحيى لنصف (١) الليل ، وطلع إلى البستان وجلس فيه يومين.
فلما كان يوم الخميس ثاني ذي القعدة : دخل بآلاي الأعظم ، في الموكب العظيم ، بالعساكر والأغوات والسادة الأشراف جميعا ، وقد فتح البيت الشريف ، وفرش الحطيم ، وحضر الأمير إيواز بيك وقاضي الشرع وكذا (٢) المفتيون والعلماء والفقهاء ينتظرون مولانا الشريف. فعند وصوله تقدم السيد يحيى بن بركات ، وصاحب جدة إيواز بيك ، وتلقوه إلى أن وصل ذلك الجمع على جاري عادته ، وتقدم الشيخ محمد الشيي وفتح المقام ودخل الأغا ، وأخرج الأمر السلطاني ، والقفطان والسيف المرصع ، وألبس حضرة الشريف القفطان بالفرو السمور ، وتقلد بالسيف الهنكاري ، وألبس السيد يحيى ، وشيخ الحرم المكي إيواز بيك وقاضي الشرع ، وأغاة السلطان بالقفطان أربعة من الأفرية السمور ، وألبس حضرة المفتي ، والسيد أحمد نائب الحرم ، والشيخ محمد الشيي وابن أغاة القفطان أربعة من الأفرية القاقم ، وألبس صاحبنا [الشيخ](٣) عباس المنوفي قفطانا ، وكذلك مصطفى أفندي ، ديوان كاتب ، وسائر الأغوات ، وأصحاب الأدراك ، وكل من له عادة في اللبس.
ثم قريء المرسوم السلطاني على ما جرت به القوانين المعتادة من الثناء والتوصية وغير ذلك.
__________________
(١) في (ج) «في نضف الليل».
(٢) في (ج) غير مقروءة.
(٣) ما بين حاصرتين من (ج).