وفي يوم الخميس : وصل المراسيل ، وأخبروا :
«أن القوم وصلوا ايدام (١) ـ المحل المعروف ـ وأن قراويهم يمسون الليلة الشرقية».
فعند ذلك فرّق الشريف العرب والعسكر جهة المعابدة لمسك الماء ، وحفظ المتاريس ، وجلس هو وعسكر مصر خلفهم ينتظر الباشا ، فإنه وصل طوى ، ثم لحق الشريف في بركة ماجن في عسكره وصحبته المدافع ، واستمروا جميعا في البركة.
فبعد صلاة الجمعة : ركبوا وتوجهوا إلى الحسينية ودخلوها (٢) عند المغرب ، فوجدوا السيد عبد المحسن بن أحمد قد جمع جموعا (٣) من العربان ، ومنتظر وصول الشريف. وفي الحال وصل أتباع الشريف وأخبروه :
«أن القوم نزلوا العابدية».
فاعترضهم من علو المفجر ، ونزل المزدلفة (٤) ، والتقى القوم بالقوم ، وحصل الرمي بين الفريقين.
__________________
(١) ايدام : هي «إدام». كعادة الناسخ عندما يهمل الهمزة ، وادام فحل من أودية مكة المكرمة على بعد (٥٧) كلم جنوبا يقطعه درب اليمن بين وادي البيضاء شمالا ووادي يلملم جنوبا. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٧٥ ، معالم مكة ٢١.
(٢) في (أ) «دخلها». والاثبات من (ج).
(٣) في (ج) «جماعة».
(٤) المزدلفة : المشعر الحرام ، المعروف والمكان الذي يبيت فيه الحجاج إذا صدروا من عرفات ليلة عشر من ذي الحجة. لمزيد من المعلومات. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٣٦ ، معالم مكة ٢٦٦.