قول مستحدث في زمان المحقق ومن قبله بزمان يسير (١) ، هذا.
والأحوط الجمع بينهما مع تأخير الثانية عن الاولى ، لجوازه ، بل استحبابه اتفاقا ، كما حكاه بعض أصحابنا (٢).
وأحوط منه عدم ترك التسليم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لمصير صاحب الفاخر إلى وجوبه (٣) ، ومال إليه الفاضل المقداد في كنز العرفان (٤) ، ويعضده الآية (٥) ، والموثقة السابقة وما بعدها (٦) المتضمنان للحصر السابق ، وإن كان في الاستدلال بهما على ذلك نظر ، لاحتمال التسليم في الأول الانقياد وغيره مما لا يتم معه الاستدلال ، ومنافاة الحصر في الثاني للإجماع ، كما مر.
مضافا إلى دعوى الفاضل الإجماع على استحباب هذا التسليم (٧) ، وجعل الشهيد القول بوجوبه غير معدود من المذهب (٨) ، مشعرا بل مؤذنا بمخالفته الإجماع بل الضرورة.
واعلم أنه قد اختلف الأصحاب في التعبير عن الصيغة الثانية ، فبين من عبّر عنها بما في العبارة ، كابن زهرة (٩) ، وبين من جعلها هو : السلام عليكم ، خاصة كالصدوق والعماني والإسكافي وغيرهم (١٠) ، وبين من زاد عليه : ورحمة
__________________
(١) كما في الذكرى : ٢٠٧.
(٢) كالفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٢٣٣.
(٣) حكاه عنه في الذكرى : ٢٠٦.
(٤) كنز العرفان : ١٤٢.
(٥) الأحزاب : ٥٦.
(٦) المتقدمة في ص : ٢٤٦.
(٧) حكاه عنه في كنز العرفان : ١٤٢.
(٨) الذكرى : ٢٠٦.
(٩) حكاه عنه في البحار ٨٢ : ٣٠١.
(١٠) الصدوق في المقنع : ٢٩ ، وحكاه عن العماني والإسكافي في الذكرى : ٢٠٦.