خلافا للمحكي عن المبسوط والمراسم والوسيلة والإصباح وغيرها (١) ، فقيدوه بالأولى ، وهو خيرة جماعة من المتأخرين ، ومنهم الفاضل في المنتهى (٢) ، قال : لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « رفع عن أمتّي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه » (٣).
وهو كما ترى ، فإنّ غايته رفع المؤاخذة لا الصحة.
نعم ، ربما يعضده إطلاق جملة من النصوص الواردة في المأموم المسبوق بركعة أنه يعيدها بعد ما فرغ الإمام وخرج هو مع الناس (٤). وهي ظاهرة في وقوع الالتفات دبرا. بل في بعضها : رجل صلّى الفجر بركعة ثمَّ ذهب وجاء بعد ما أصبح وذكر أنه صلّى ركعة ، قال : « يضيف إليها ركعة » (٥).
لكن في جملة من النصوص تقييد ذلك بعدم الانحراف منها : في رجل دخل مع الإمام في صلاته وقد سبقه بركعة ، فلمّا فرغ الإمام خرج مع الناس ثمَّ ذكر أنه فاتته ركعة ، قال : « يعيد ركعة واحدة ، يجوز له ذلك إذا لم يحوّل وجهه عن القبلة ، فإذا حوّل وجهه عن القبلة فعليه أن يستقبل الصلاة استقبالا » (٦).
وفي آخر : « إن كنت في مقامك فأتمّ بركعة ، وإن كنت قد انصرفت فعليك الإعادة » (٧).
__________________
(١) المبسوط ١ : ١١٧ ، المراسم : ٧٠ ، الوسيلة : ٩٧ ، وحكاه عن الإصباح في كشف اللثام ١ : ٢٣٨.
(٢) المنتهى ١ : ٣٠٨ ، روض الجنان : ٣٣٢ ، الحدائق ٩ : ٣٦.
(٣) الفقيه ١ : ٣٦ / ١٣٢ ، الخصال : ٤١٧ / ٩ ، الوسائل ٧ : ٢٩٣ أبواب قواطع الصلاة بـ ٣٧ ح ٢.
(٤) الفقيه ١ : ٢٣٠ / ١٠٢٠ ، التهذيب ٢ : ٣٤٦ / ١٤٣٦ ، الوسائل ٨ : ١٩٨ أبواب الخلل الواقع في الصلاة بـ ٣ ح ١ ، ١٢.
(٥) التهذيب ٢ : ١٨٢ / ٧٢٩ ، الوسائل ٨ : ٢٠٤ أبواب الخلل الواقع في الصلاة بـ ٣ ح ١٨.
(٦) التهذيب ٢ : ٣٤٨ / ١٤٤١ ، الوسائل ٨ : ٢٠٢ أبواب الخلل الواقع في الصلاة بـ ٣ ح ١٢.
(٧) الكافي ٣ : ٣٨٣ / ١١ ، التهذيب ٢ : ١٨٣ / ٧٣١ ، الاستبصار ١ : ٣٦٧ / ١٤٠٠ ، الوسائل ٨ :