وفي الصحيح : « تفتح الأذان بأربع تكبيرات وتختمه بتكبيرتين وتهليلتين » (١).
مع أنّه لم أجد لهذه النصوص معارضا عدا النصوص الدالّة على تثنية التكبير في أوّله (٢) ، وهي وإن كانت معتبرة مستفيضة ، متضمنة للصحيح والحسن وغيرهما ، إلاّ أنها شاذّة لا قائل بها ، بل على خلافها الإجماع في صريح الخلاف والناصرية والغنية والمنتهى (٣) ، وظاهر غيرها من كلمة كثير من أصحابنا (٤).
مع أنها غير صريحة في المخالفة ، لأنها ما بين مصرّح في بيان الفصول بتثنية التكبير ، وهو يحتمل كون المقصود إفهام السائل التلفّظ به ، لا بيان تمام عدده ، كما ذكره شيخ الطائفة (٥).
وهو وإن بعد في الغاية ـ كما ذكره جماعة (٦) ـ إلاّ أنه أولى من طرحه ، أو حمله على الجواز مع كون الفضل في الأربع ، كما يستفاد من النهاية (٧) وغيره (٨) ، أو على كون التكبيرتين الأوليين للإعلام ، كما يستفاد من غيرهما (٩) ،
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٠٣ / ٥ ، التهذيب ٢ : ٦١ / ٢١٣ ، الاستبصار ١ : ٣٠٧ / ١١٣٧ ، الوسائل ٥ : ٤١٣ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٩ ح ٢.
(٢) الوسائل ٥ : ٤١٣ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٩.
(٣) الخلاف ١ : ٢٧٨ ، الناصرية ( الجوامع الفقهية ) : ١٩٢ ، الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٥٧ ، المنتهى ١ : ٢٥٤.
(٤) منهم المحقق في المعتبر ٢ : ١٣٩ ، والشهيد في الذكرى : ١٦٩ ، والفاضل المقداد في التنقيح ١ : ١٩١ ، وصاحب المدارك ٣ : ٢٧٩ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٢٠٧.
(٥) التهذيب ٢ : ٦١.
(٦) منهم : صاحب المدارك ٣ : ٢٨١ ، وصاحب المنتقى ١ : ٥٠٦ ، والسبزواري في الذخيرة : ٢٥٤.
(٧) النهاية : ٦٨.
(٨) انظر مجمع الفائدة ٢ : ١٧٠ ، والمنتقى ١ : ٥٠٥ ، والمفاتيح ١ : ١١٧ ، والبحار ٨١ : ١٠٩.
(٩) انظر كشف اللثام ١ : ٢٠٧.