أربعون رجلا من المؤمنين فقالوا : اللهم انا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت اعلم به منا قال الله تعالى قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون» والمائة أبلغ لما في الصحاح عن النبي (صلىاللهعليهوآله) (١) «ما من ميت يصلى عليه امة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه».
أقول : ومما يدل على ذلك من طريقنا ما نقله شيخنا المجلسي (قدسسره) في البحار (٢) عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد عن إبراهيم بن ابى البلاد عن سعد الإسكاف عن ابى جعفر (عليهالسلام) قال : «كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود (عليهالسلام) فأوحى الله تعالى اليه لا يعجبك شيء من أمره فإنه مراء ، قال فمات الرجل فاتى داود (عليهالسلام) فقيل له مات الرجل فقال ادفنوا صاحبكم قال فأنكرت ذلك بنو إسرائيل وقالوا كيف لم يحضره؟ قال فلما غسل قام خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون إلا خيرا فلما صلوا عليه قام خمسون رجلا فشهدوا بالله انهم ما يعلمون إلا خيرا قال فأوحى الله عزوجل الى داود (عليهالسلام) ما منعك أن تشهد فلانا؟ قال الذي أطلعتني عليه من امره ، قال انه كان كذلك ولكن شهده قوم من الأحبار والرهبان فشهدوا انهم ما يعلمون إلا خيرا فأجزت شهادتهم عليه وغفرت له مع علمي فيه».
ثم قال شيخنا المذكور في تتمة كلامه المتقدم : وأقل الفضل اثنان لما في الصحاح عنه (صلىاللهعليهوآله) (٣) «أيما مؤمن شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. قلنا وثلاثة؟ قال وثلاثة. قلنا واثنان؟ قال واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد». وعنه (صلىاللهعليهوآله) من الصحاح (٤) «انهم مروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال النبي (صلىاللهعليهوآله) وجبت ثم مروا بأخرى فاثنوا عليها شرا فقال وجبت فقيل له (صلىاللهعليهوآله) ما وجبت؟ فقال هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له
__________________
(١) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٥٠ وسنن البيهقي ج ٤ ص ٣٠.
(٢) ج ١٨ الطهارة ص ٢٨٠.
(٣) صحيح البخاري باب ثناء الناس على الميت كتاب الجنائز.
(٤) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٥١ باب من يثنى عليه خير أو شر.