خلافاً للشيخ في المبسوط ، فقال : يرمل ثلاثاً ويمشي أربعاً في طواف القدوم خاصة (١) (٢). وتبعه الفاضل في التحرير والإرشاد (٣).
ولابن حمزة ، فاستحب الرَّمَل (٤) في الثلاثة الأشواط الاولى ، والمشي في الباقي بين السرع والإبطاء ، وخاصة في طواف الزيارة (٥).
وحجتهما غير واضحة ، عدا ما في المبسوط من قوله : اقتداءً بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّه كذلك فعل ، رواه جعفر بن محمّد [ عن أبيه ] عن جابر (٦).
وفيه أوّلاً : أن الرواية مرسلة غير مسندة.
وثانياً : أن الذي يظهر من جملة من الروايات أن فعله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك وكذلك أصحابه كان لمصلحة سَنَحَت لهم يومئذ ، ولذا أنهم عليهمالسلام بعد
__________________
(١) المبسوط ١ : ٣٥٦.
(٢) قيل : والظاهر من طواف القدوم هو الذي يفعل أوّل ما يقدم مكّة واجباً أو ندباً ، في نسك أولا ، كان عقبه سعي أو لا. فلا رمل في طواف النساء والوداع وطواف الحج إن كان قدم مكة قبل الوقوف ، إلاّ أن يقدمه عليه ، وإلاّ فهو القادم الآن ، ولا على المكي ، خلافاً للمنتهى فاحتمله عليه ، وهو ظاهر التذكرة. ( منه رحمهالله ).
(٣) التحرير ١ : ١٩٨ ، الإرشاد ١ : ٣٢٥.
(٤) الظاهر في المفصّل : أنه العدو ، وفي الديوان : أنه ضرب من العدو ، وفي العين والصحاح وغيرهما : أنه بين المشي والعدو ، وقال الأزهري : يقال : رمل الرجل يرمل رملاناً إذا أسرع في مشيه وهو في ذلك ينزو ، وقال النووي في تحريره : الرمل بفتح الراء والميم : إسراع المشي مع تقارب الخُطى ولا يثب وثوباً ، ونحوه قول الشهيد : هو الإسراع في المشي مع تقارب الخُطى دون الوثوب والعدو ويسمّى الخبب. أقول : قوله : ويسمّى الخبب ، الظاهر أنه راجع إلى الوثوب والعدو ، فلا يتوهّم رجوعه إلى الرمل ، فقد نقل عن المصباح المنير أنه قال : خبّ في الأمر خبباً : أسرع الأخذ فيه ، ومنه الخبب لضرب من العدو وهو خطو فسيح دون العَنَق. ( رحمهالله ).
(٥) الوسيلة : ١٧٢.
(٦) سنن البيهقي ٥ : ٧ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.