نقلهم ذلك عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أظهروا له المخالفة :
فمنها مروي الصدوق في العلل : عن الطواف أيرمل فيه الرجل؟
فقال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا أن قدم مكة وكان بينه وبين المشركين الكتاب الذي قد علمتم أمر الناس أن يتجلّدوا ، وقال : أخرجوا أعضادكم ، وأخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم رمل بالبيت ليريهم أنه لم يصبهم جهد ، فمن أجل ذلك يرمل الناس ، وإني لأمشي مشياً وكان علي بن الحسين عليهالسلام يمشي مشياً » (١).
ونحوه مرويّة الآخر صحيحاً في الكتاب المسطور (٢) ، غير أنّه لم يتضمّن لنقل فعله ولا فعله علي بن الحسين عليهالسلام. وهما صريحان في أن فعله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خصوص ذلك اليوم كان لإظهار التجلّد والقوة لمشركي قريش ، والمفهوم من الخبر الأوّل أن العامّة اتّخذوا ذلك سنّةً على الإطلاق بسبب هذه القضية وأنّهم عليهمالسلام كانوا يمشون مشياً ، وهو ظاهر في قصر الرمل على ذلك اليوم للغرض المشار إليه ، ومع ذلك فلا تخصيص فيه بالثلاثة الأُول.
ويؤكد ذلك وإن دلّ على تخصيص الرمل بالثلاث الأُول ما رواه أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره ، عن أبيه ، قال : سئل ابن عباس فقيل له : إنّ قوماً يروون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بالرمل حول الكعبة ، فقال : كذبوا وصدقوا ، فقلت : وكيف ذلك؟ فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل مكة في عمرة القضاء وأهلها مشركون فبلغهم أنّ أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم مجهودون ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « رحم الله امرءاً أراهم من نفسه جلداً » فأمرهم
__________________
(١) علل الشرائع : ٤١٢ / ١ ، الوسائل ١٣ : ٣٥١ أبواب الطواف ب ٢٩ ح ٢.
(٢) علل الشرائع : ٤١٢ / ٢ ، الوسائل ١٣ : ٣٥٢ أبواب الطواف ب ٢٩ ح ٣.